تسمية تُستخدم للتغطية شُرع في اعتمادها عند بدء الانتفاضة الثانية (اعتباراً من أواخر سبتمبر أيلول 2000) إشارةً إلى المجموعات الإرهابية المحسوبة على فتح. وقد جرى استخدام هذا الاسم تحديداً عند إعلان المسؤولية عن اعتداءات ارتكبها عناصر "التنظيم" وهو الإطار الميداني لحركة فتح. وبالتالي كان الهدف من اعتماد هذا الاسم مُماهاة مَن يستخدمه ب"التنظيم" دون تعقيد وضعية حركة فتح على الساحة الدولية كونها لا تنظر بعين الرضا إلى ضلوع عناصر الحركة في اعتداءات إرهابية.
ودرجت مجموعات إرهابية عديدة على إضافة أسماء أخرى ل"كتائب شهداء الأقصى" لتأكيد خصوصيتها. ومن الأسماء الأكثر شيوعاً: فصيل أيمن جودة ، كتائب جهاد عمارين ، جيش المؤمنين بقيادة عصام البطش..إلخ.
ويشار إلى أن كتائب شهداء الأقصى ليست تنظيماً مؤسساتياً (جناح عسكري) بل إنها تتألف من سلسلة مجموعات إرهابية مستقلة بمعظمها تحافظ على ارتباط ما بحركة فتح. وقد ضعف هذا الارتباط كلما مضت الانتفاضة وكلما تعمق الانفصال بين قيادات الحركة ونشطائها الميدانيين بسبب تفتّت الأطر المؤسساتية "للتنظيم" وشلها. ومن بواعث تسريع وتيرة هذا التطور ، بين أمور أخرى ، عمليات اعتقال أو تصفية قيادات الصف الأول "للتنظيم" الذي كانت عناصره في بداية الانتفاضة أنشط جهة إرهابية.
وبالتالي بقيت في الميدان مجموعات إرهابية محلية مستقلة ضمت في صفوفها عناصر جديدة ليست من ذوي الانتماء التنظيمي أو حتى عناصر من فصائل فلسطينية أخرى. وأصبحت جهات معنية بتشغيل الإرهاب من الخارج وخاصة حزب الله اللبناني ترعى عمل هذه المجموعات وتموّلها.
ولم تعمل المجموعات المستقلة ل"كتائب شهداء الأقصى" بالتعاون مع عناصر إرهابية فلسطينية وأخرى فحسب بل إنها اعتمدت أيضاً أساليب العمل التي كانت بداية حكراً على التنظيمات الإرهابية الإسلامية بما في ذلك الاعتداءات الانتحارية. وانضمت عناصر "الكتائب" إلى دائرة مرتكبي اعتداءات القتل الجماعي داخل إسرائيل بعضها بصورة مستقلة وبعضها الآخر بالتعاون مع تنظيمات مثل "الجهاد الإسلامي في فلسطين" وحتى حماس.
وقد قامت قيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح خلال الانتفاضة الثانية بعدة محاولات لفرض هيمنتها على نشطاء "الكتائب" الذين كان الكثير منهم من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية. غير أن محاولات "احتواء" هؤلاء النشطاء ولجمهم وإخراجهم من دائرة مرتكبي العمليات الإرهابية لم تحقق إلا نجاحاً جزئياً. ويشار هنا إلى تطبيق "اتفاق المطلوبين" أتاح (منذ أواسط عام 2008) خروج المئات من النشطاء من دائرة الإرهاب بعد التزامهم بالكف عن ممارسة الإرهاب أياً كان وتسليم أسلحتهم إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية مقابل امتناع إسرائيل عن اتخاذ إجراءات ضدهم.
إلى جانب ذلك فإن غالبية المجموعات الإرهابية التابعة ل"كتائب شهداء الأقصى" والتي لا تزال تمارس نشاطها في هذه الفترة أيضاً هي المجموعات الموجَّهة والمموَّلة من جهات إرهابية خارجية تقضي مصلحتها بعدم وقف النشاط الإرهابي ضد إسرائيل.
|